..
[b]جافاها النوم رغم شعورها بالتعب...
عبثاً حاولت...
حين أعياها ذلك* غادرت السرير...
فتحت دولاب ملابسه...
تلمست قمصانه في حنان...
أخرجت ثيابه و رصَّتها على السرير...
اتجهت إلى دُرجٍ صغير و أخرجت منه جواربه...
رتبت كل زوج من الجوارب بما يتوافق معه من ملابسه...
جلَسَت تستعرضهم في شوق...
تركت كل شيء على حاله و خرجت إلى صالة المنزل...
أضاءت كل الأنوار...
أخذت تتجول في أنحائه...
من ركن إلى آخر* تتذكر...
دخلت غرفة مكتبه...
جلَسَت على مقعده...
فتحت أوراقه...
تقرأها... تشمها...
أشعَلَت لفافة تبغ من سجائره...
فقط لتتذكره...
كم كانت تمقت هذه الرائحة...
أما الآن فهي ما بقي منه...
قالوا لها إن نساء تلك البلاد سينسونه حبها...
قالوا* ربما نسيها و أحب سواها...
بل قالوا:" أن الخيانة رجل"...
هي متأكدة بأنه لن ينساها ولن يبحث عن حبٍ سواها...
هي على يقين بأنه لن يخونها و لن يتسع قلبه لمحبوبةٍ سواها...
أخرجت ورقة و أمسكت بالقلم...
كتبت له من الشوق رسالة...
رسمت له من الوجد كون...
صاغت له من الدمع قلادة...
كتبت له بمداد الروح على صفحةٍ من شغاف القلب تقول:
أدركني...
يكاد الشوق يفتك بي...
الأرق يكويني و الوحدة تصعقني...
انجدني...
فأنا احترق...
والحنين يقطع أوصالي...
أتعبني الصبر و أصبح الليل موحشاً...
روحي غادرت مع الطيور المهاجرة إليك...
غير إن الطيور رحلت وتركتها وحيدة...
تصعقها الآهات و يقتلها الألم...
سأظل على عهدي مخلصة لك مدى الدهر...
أما إذا زللت أنت يوماً فسأغفر لك...
فقط عد...
أنهت رسالتها بدمعة شوق...
استلقت على نفس الأريكة ...
كانت تستلقي عليها وهو يرسمها شعراً...
يرسمها أرضاً له* بل وطن...
نامت و هو في عقلها طيفاً...
في قلبها روحاً...
حين استيقظت* كانت افضل حالاً...
كانت سعيدة...
سكبت وجدها على القرطاس حرفاً...
و سترسله مع الأثير نبضاً...
أضافت على ما كتبت...
عُد* فالشوق يحرقني...
و الحنين يعصف بي...
البعد يتلف روحي بل يقتلني...
ختمت رسالتها بقبلة قبل أن تختمها بختم البريد...
مبتسمة رددت : لن يتسع قلبه لسواي...
ولن يرغب بامرأة غيري...
لن يخون فالعهد بيننا محفوظ...
من قال إن" الخيانة رجل"؟!!
بل هو كل الحب و الوفاء...
سأثبت لهم...
ارتدت ملابسها على عجل...
سترسل له رسالتها و سيعود إليها...
سيعود ويغرقها حُباً...
سينسيها"الشوق"...
فتحت الباب مغادرة...
وجدت رجلاً عند أعتاب دارها...
سلمها ورقةً و غادر...
نظرت إلى الورقة...
قلبتها بين يديها...
ابتسمت في فرح...
رسالةٌ مستعجلة منه...
كان شوقه أكبر و عذابه أشد...
لن يستطيع الابتعاد عنها...
فتحت الرسالة في فرح...
تردد في طرب في سرها...
" ما عاد الشك يلعب بي...
عصف الشوق توقف* لن يكوني الوجد"...
قرأتها في وله...
كلمتان فقط...
أختصر فيهما عذاب السنين...
وصف بهما مئات الجُمل...
كلمتان كانتا ابلغ من ألف ديوان...
كتب فأجاد... نطق فأخرس...
كلمتان كافيتان لإخماد كل تلك النار...
بل كفيلتان بأن تطفئ حتى الروح...
باختصار شديد كتب:
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" أنتِ طالق