بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أكثر الأحزان في حياتنا الدنيا ... نحزن لفراق الأحباب .... نحزن
لعدم اكتمال الفرحة أو كما يقولون فرحة ما تمت كأن يقام حفل عرس ،
والجميع يتوقع أن تكون سهرة ممتعة ... واذا بواحد من أهل العروس أو من
أهل العريس أو من باقي المعازيم يقوم بالواجب !! فيطلق من بندقيته طلقات
مجاملة لأهل العريس أو العروس ... فيصيب من يصيب و قد تكون بعض الاصابات
في مقتل ... و ذلك إحياء للعرس !! و ينقلب الفرح إلی مأتم .
بالفعل ... كثيرا مالاتكتمل الفرحة... ليس بالضرورة
أن تكون النهاية درامية الی هذا الحد ... و لكن شيئا ما يحدث ... لم يكن
في الحسبان ، كأن يمرض واحد من الأهل أو يصاب في حادث مروري ( أو غيره
... ) في نفس التوقيت ... فلاتكتمل الفرحة و لا تتم .
والأحزان ليست كلها علي هذه الشاكلة ... بل قد يحزن الواحد من الناس لأن
ترقية كانت في طريقها اليه حصل عليها شخص آخر بطريق التدليس ، أو شخص
تقدم لخطبة فتاة ، فرفضه أهلها أو رفضته الفتاة نفسها ... و كان يظن أنه
سيظفر بفتاته ، و أن ذلك أمر مقطوع به ... ربما يكون شخص اخر تقدم
للفتاة في نفس الوقت ، و كان أكثر من الخطيب الأول وجاهة أو وسامة أو
أكثر مالا و أعز نفرا . يحدث هذا فيفقد الخطيب الأول صوابه ، و قد
يرتكب حماقة في حق نفسه فيقدم علی الانتحار مثلا أو في حق خطيبته ... كأن
يتربص بها و يلقي علي وجهها ماء النار حتی تتشوه و لا تكون له و لا لغيره
!! و أخبار الحوادث والقضايا لا تخلو من هذه السيناريوهات المؤسفة ... أو
يحزن واحد من الناس لأن مشروعا له فشل و خسر بسببه مدخراته كلها أو جلها .
أو رياضي يمارس لعبة فردية لم يحالفه التوفيق الذي كان ينتظره في إحدی
المسابقات المهمة والتي كان يعقد الآمال علی الفوز فيها ... أو رجل أعمال
لم يرسو عليه عطاء كان يظنه من قسمته و من نصيبه !! و كان يعتبر الظفر
به نقطة تحول في حياته العملية .
أسباب الحزن في حياتنا الدنيا لا تسعها المجلدات ... و غير المؤمن أو
المؤمن الذي هو في حقيقة أمره قليل الايمان ، لا يتقبل الصدمة و لا يدع
الحزن يغادره ، بل يظل يجتره و يسترجعه ... و هذا أمر قاتل . اذ يفتك
بصاحبه نفسيا و عصبيا ... و يتركه فريسة الأمراض التي تتسبب فيها مثل هذه
الهزات النفسية والعصبية .
أما المؤمن صادق الايمان فالأمر معه مختلف ... فهو يتقبل ما يجري عليه
بصدر رحب ، دون أن ينهار و دون أن تهبط معنوياته الی الحضيض أو مادون
الحضيض بقليل .
ولذلك أسباب كثيرة نأتي علىی بعضها فيما يلي:
* المؤمن يكل أمره الی الله ... و يؤمن أن لله ما
أعطي ولله ما أخذ... و أن أنعم الله ودائع مستردة أو هي قابلة للاسترداد
في أي وقت و بلا سابق انذار ... فاذا أعطانا الله شيئا ثم استرده منا فلا
ينبغي أن نحتج أو نتذمر أو نسخط علی أقدرانا... و حاشا لله من كل ذلك ...
العمر نفسه قابل للاسترداد في أي وقت .
* المؤمن يعلم أنه سيبتلی ليختبر... و هذا هو سبب وجودنا علي ظهر الأرض
لفترة اختبار محدودة في عمر الزمن ... فاذا جزعنا و لم نحسن تلقي
الصدمة... بأن نسلم الأمر لله و نتقبل ما يجريه علينا من أحداث كنا من
الراسبين في الاختبار .
* المؤمن يعلم أيضا أنه اذا أحسن تقبل الصدمة و صبر عليها واحتسبها عند
الله فقد فاز انما الصبر عند الصدمة الأولی( حديث شريف) و ماله ألا
يصبر و قد وعد الله الصابرين بالجنة (و ما يلقاها الا الذين صبروا و ما
يلقاها الا ذو حظ عظيم )
الأزمات والصدمات اذا لم يتعامل معها المرء بحكمة و يجتازها بثبات ،
تحطم نفسيا و جسديا ... لو أن هذا الفتی قد تقبل الأمر الواقع و مرره ،
لما حلت به هذه الكارثة المقيتة ، والتي لن تغادره أبدا .
صحة الانسان النفسية والجسدية يجب أن تكون أغلی
عنده من أي شيء آخر... والمحافظة عليها بالايمان هو أمضي الأسلحة ضد
النكبات وأقوي الدروع ضد الصدمات التي يحتمل أن يواجهها الانسان في مراحل
حياته المختلفة .
ندري أن المصيبة قد تكون فادحة والخطب جللا ... و لكن ماذا يفيد أن نضيف
الی الهم الذي حل بنا هما من عندنا ؟! انه سيزيد الأمر تعقيدا ... ثم
إذا نظرنا الی بعيد ... أفليست الجنة عائدا مجزيا اذا صبرنا علی ماحل بنا
؟! ( و لا يلقاها إلا الصابرون ) .
وأني لأدعوا لكم بالصحة الكاملة والسعادة الشاملة،،،،،،،
مع اعذب التحيات،،،،،،